ملـف كـامل لمرضـى السكـري
ينتج مرض السكري عن ارتفاع مزمن لمستوى السكر (الجلوكوز) في الدمويعتبر السكر من المواد الرئيسة التي تحتاجها خلايا الجسم لتغذيتها وإنتاج الطاقة اللازمة لكي يستطيع الجسم القيام بوظائفه الحيوية المختلفة. والسكر هو مادة يحصل عليها جسم الإنسان من الغذاء، فبعد هضم الطعام تتحول النشويات إلى الجلوكوز البسيط الذي تمتصه الأمعاء ثم ينتقل بواسطة الدم إلى خلايا الجسم. لا يستطيع السكر (الجلوكوز) الدخول إلى خلايا الجسم لتغذيتها إلا بوجود الأنسولين وهو هرمون نتيجة غذه البنكرياس التي تقع في تجويف البطن خلف المعدة ويعتبر المنظم الرئيسي لمستوي الجلوكوز في الدم.
يصاب الإنسان بالسكري نتيجة عجز البنكرياس عن إفراز هرمون الأنسولين أو إفرازه بكميات غير كافية أو غير فعالة مما يؤدي إلى عدم دخول الجلوكوز إلى خلايا الجسم وبقاؤه في الدم بكميات أعلى من المستوى الطبيعي وبذلك تحدث حالة ارتفاع السكر في الدم.
يمكن قياس نسبة السكر في الدم بسهولة، وتتراوح نسبة سكر الدم الطبيعي في الصباح قبل تناول الطعام بين (80 – 120 ملغم / ديسيليتر). وعندما تصل هذه النسبة إلى 180 ملغم/ ديسيليتر أو أكثر، يطرح الجلوكوز في البول وتحدث البيلة السكرية.
انواع السكـري :
النوع الاول :
ويظهر في معظم الاحيان في الاطفال والشباب ، والسبب يكـمن في قدرة البنكريـاس على افراز هرمـون الانسولين او افرازه للانسـولين بنسـبة قليـلة جداً قد تكون غير كافية . في هذه الحـالة يفترض اخد حـقن الانسـولين لاعـادة سكر الدم الى المستوى الطبيعـي.
اسبابــه :
ان السبب الحقيقي للاصابة بالنوع الاول من داء السكري غير معروف . والنوع الاول من داء السكري يحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة الذاتية حيث تدمـر كل الخلايا المنتجة للانسـولين في البنكـرياس . بعض انواع الفيروسـات قد تسـاهم في حدوث الخلل في جهـاز المناعة الذاتـية . ودائـما يحدث النوع الاول من مرض السكري في سن الطفولـة او المراهقـة والشباب اي تحـت سن 30 سنـة .
النوع الثاني :
وهذا النوع غالبـاً ما يصيـب الكبـار - بعد سن الثلاثين - ولكن قد يصيب من هم اصـغر من هذا السـن . ولهذا النـوع علاقـة كبيـرة بالسـمنة وزيادة النـوع كما ان العامل الوراثي يلعب دورا ً كبيراً في حدوثـه. لذا عوائـل معينـة ينتشـر السكر بين افرادها بشكل كبير نتيجـة للاصابة بهذا النـوع .
في هذا النوع توجد ممانعـة لدى خلايا الجسـم لعمـل الانسـولين ولا يستطيع البنكرياس افراز كمية كافية للتغلب على هـذه الممانعة ولذلك يحتاج المريض الى تناول الادويـة (الحبـوب) لمسـاعدة البنكريـاس على افراز المزيد من الانسـولين .
اسبابــه :
السبب الحقيقي للاصابة بداء السكـري من النوع الثاني ايضا غير معروف ويزداد خطر الاصابـه بداء السكري من النوع الثاني بسبب بعض العوامـل وهي :
اصابـة اي فرد من افراد العائلة بالسـكري
الاصـابة بالسـكري في فترة الحمـل
استخـدام بعض الادويـة
بعض الحالات المرضـية الاخـرى
السـن وعادة يكـون فوق 40 سنـة
عدم ممـارسـة الريـاضة
نقـاط هـامة :
داء السـكري هو حالـة يكون فيها جسمك غير قادر استـخدام الغذاء الذى تتناولـه كمصـدر للطاقـة .
ان السـكر ياتي من الغذاء الذى تأكلـه وانه المصدر الاساسـي لامداد الجسم بالطاقـة .
الانسـولين هـو هرمون يسمح للسـكر ان يدخـل الجسـم .
ان علاج داء السـكري يعني الموازنـة بين الحمية والنشـاط والادويـة للحفاظ على المستوى الطبيعي للسـكر في الـدم
المسـتوى الطبيعي للسـكر يتراوح بين 3.9 - 6.6 ملم .
أعراض مرض السكر
داء السكر من الأمراض الشائعة بين الناس ،وتصل نسبة الإصابة به إلى حوالي 4% من البشر عند معظم الشعوب ، وهو مرض نادر الحدوث في الأطفال حديثي الولادة ، ولكن تزيد نسبة حدوثه بالتدريج حتى سن البلوغ ، وهو ما يسمى بسكر الأطفال ، أو بسكر المراهقين أو النوع الأول من السكر ، ويقل حدوثه حول سن الثلاثين ، ثم يعود إلى الظهور بعد سن الأربعين فيما يسمى بسكر متوسطي العمر أو النوع الثاني من السكر.
وقد يحدث اكتشاف مرض السكر في شخص ما ، أما نتيجة لأعراض معروفة ومشهورة مثل :
فقدان الوزن
زيادة العطش
كثرة البول
وأما لأسباب غير مباشرة بسبب حدوث مضاعفات في بعض الأجهزة العضوية
كتدهور النظر باستمرار
العنة الشديدة
الالتهابات الجلدية العنيفة
وغير ذلك من الأعراض.
وقد يكتشف السكر مصادفة أثناء تحليل البول أو الدم لسبب آخر بعيد تماماً عن مرض السكر أما بالنسبة لأعراض داء السكر فهي تختلف في الصغار عن الكبار.
أعراض داء السكر في الصغار النوع الأول من داء السكر :
في معظم الحالات يصاب الطفل أو المراهق في مدى أسبوع أو أسبوعين - بأعراض ظاهرة وواضحة تتمثل في :
تبول مستمر
وشرب الماء بنهم
فقدان واضح في الوزن
هبوط شديد
ثم عدم انتباه في المدرسة
سرعة التهيج والتوتر
ثم شغف شديد بتناول الحلويات والسكريات
وإذا لم يلاحظ أهل الطفل ذلك لمعالجته فقد تزداد الحالة خطورة فيصاب بقيء عنيف ومستمر ثم جفاف مطرد وتشنجات عصبية وقد ينتهي الأمر بحدوث غيبوبة سكرية قد لا تحمد عقباها.
ولذا فإن اكتشاف المرض بسرعة هو الفارق بين الحياة والموت ، والوعي الكامل هو العامل الأساسي في سرعة التشخيص، والتشخيص سريع وسهل بمجرد تحليل الدم لمعرفة نسبة السكر فيه ، كما إن العلاج ناجح وفعال ومباشر باستعمال الأنسولين والتحسن يكاد يشبه المعجزة بعد استعمال الأنسولين الذي يعيش عليه طوال حياته - حياة طبيعية عادية.
أعراض داء السكر في الكبار (النوع الثاني من السكر)
نعني بداء سكري الكبار هو الذي يصيب الإنسان عادة بعد سن الخامسة والثلاثين وهذا النوع غالباً ما يكون وراثياً ، وتظهر أعراضه بعد فترة طويلة وبصورة تدريجية ، ولا يحدث فيه التأرجح السريع في معدل سكر الدم ، كما في النوع الذي يصيب الصغار.
وهناك عدة ملاحظات قد تلفت النظر في سرعة التشخيص هي :
السمنة المفرطة + تاريخ وراثي.
فإذا حدثت أعراض مشهورة مثل :
التبول بكثرة ، شرب الماء بكثرة والإقبال بشدة على الأكل وخاصة السكريات فإن احتمال الإصابة بالمرض يصبح شبه حقيقة ، والتحليل يؤكد التشخيص.
أعراض أخرى :
الأمر الأكثر احتمالاً هو ألا تحدث الأعراض المشهورة السابق ذكرها أو أنها تحدث بشكل يسير لا يلفت النظر ، ولكن قد تحدث أعراض أخرى في أماكن أخرى من الجسم يمكن تحديد معالمها بآلاتي :
التهاب واضح مع حكة شبه مستمرة في الجهاز التناسلي خاصة في المرأة.
التهابات جلدية شديدة مثل : الدمامل المستمرة ، أو خراريج باللثة ، أو التهاب مستمر في الأذن الوسطي ، أو التهاب لا يندمل في الأظافر وحول أطراف الأصابع ، أو حرقان والتهابات أعنف في الزائدة الدودية أو المرارة ، وأحياناً بالرئتين والصدر ، ومنها الدرن الرئوي.
أعراض في النظر وذلك لان العيون من أكثر الأعضاء تأثراً بالسكر ، ويختلف تأثير المرض على العين اختلافاً كبيراً ما بين ظهور دمامل صغيرة الأجفان وضعف النظر الشديد المطرد ، وقد يلاحظ أنه لا يرى بوضوح كالمعتاد أو أن النظارة الطبية لم تعد تلائمه وتحتاج إلى التغيير باستمرار وفي فترات متقاربة.
مضاعفات وأعراض في الشرايين إذ أن هناك تلازماً مؤكدا بين السكر وتصلب الشرايين وقد يعجل السكر بحدوث تصلب الشرايين بحيث تظهر أعراض خطيرة في سن مبكرة على غير العادة كالذبحة الصدرية أو الجلطة في الشريان التاجي أو يحدث التصلب في شرايين المخ أو الكلى ، وكل هذه الأمور من الخطورة بمكان ، وعلى الرغم من قسوة هذه الأعراض وخطورتها ألان أن العلاج السليم يقضي عليها تماماً.
أعراض تناسلية وجنسية - فالسكر أحياناً - يؤدي إلى حدوث إجهاض متكرر في السيدات الحوامل كما أن احتمال تشوهات الجنين الخلفية تزيد بوضوح مع مرض السكر وولادة جنين ميت أو معروف فيمن أصيبت بالسكر وأهملت علاجه ، أو قد يؤدي إلى حدوث ضعف جنسي في الرجال أو فقدان اللذة والرغبة الجنسية.
آلام بالأطراف ، فمن المعروف أن التهابات الأعصاب الطرفية من مضاعفات وأعراض مرض السكر ، ويختلف الإحساس بها من شخص إلى أخر ، ومن أشهر هذه الأعراض الإحساس بحرقان ولسعة في الأطراف ، أو الإحساس ببرودة أو سخونة شديدة ، وقد يصحب إحساس بوخزات مؤلمة أو انعدام الإحساس بالأطراف تماماً ، كما أن من التهاب الأعصاب الداخلية في الجسم قد يحدث إمساك وإسهال متكرر ، أو نوبات عنيفة من الإسهال أو هبوط مفاجئ ومتكرر في ضغط الدم.
أعراض خاصة بالجلد كالدمامل والخراريج والالتهابات الفطرية بين الأصابع أو تحت الإبطين وبين الفخذين ، وغير ذلك من الالتهابات الشديدة والعميقة.
وعلى الرغم من كل هذه الأعراض المختلفة والمتباينة لداء السكر إلا أنه من الأمراض البسيطة إذا أحسن المريض - بالتعاون مع طبيبه المختص - اتباع نظام الغذاء والعلاج والنشاط البدني ، وفي المقابل فإن السكر هو من اخطر الأمراض إذا أهمل علاجه.
اختبارات مرض السكر
(اختبار سكر الدم)
* اختبار سكر الدم:
- اختبار سكر الدم هام لاكتشاف معدلات
السكر في الدم وماينبغي أن تكون عليه. إذا كان الجلوكوز منخفضاً أو مرتفعاً بدرجة كبيرة فأنت تحتاج إلى تغيير في الأدوية والنظام الغذائي والخطة الرياضية الخاصة بك أو بأي مريض سكر آخر وهذا يتم من خلال الطبيب المعالج فقط.
ويساعد اختبار سكر الدم مريض السكر كيفية الاعتناء بصحته، فإذا كنت تشعر بان السكر منخفض أو مرتفع فهذا الاختبار يخبرك عما إذا كان إحساسك هذا صحيح أم خاطئ.
* كيفية إجراء اختبار سكر الدم؟
- يقوم المريض بوخز أحد أصابعه بإبرة حقنة نظيفة ومطهرة أو (Lancet)، لتخرج مجرد قطرة من الدم لتوضع على شريط والذي يوضع على نظام قياس ليتم قراءة سكر الدم من خلاله. ويوجد العديد من أنظمة القياس (قياس متري) متوافرة في الأسواق التي تمكنك من قراءة الشريط وعلى مريض السكر التأكد من أن بوسعه القيام بالاختبار بالطريقة الصحيحة، وعليه بشراء النظام المتري الأسهل في الاستخدام واستشارة الطبيب حول كيفية استخدام النظام المتري.
- يتم قياس سكر الدم من مرة إلى أربعة مرات يومياً، عادة تكون قبل الوجبات وكل ذلك يتم بعد استشارة الطبيب.
- يكون هاماً اختبار سكر الدم أربعة مرات يومياً (قبل كل وجبة وقبل النوم ليلاً) في الحالات التالية:
- إذا كان الشخص يأخذ أنسولين.
- إذا كانت مريضة السكر حاملاً (سكر الحمل) أو تنوي الحمل.
- إذا كان مريض السكر مريضاً بمرض آخر أو يتماثل للشفاء.
- إذا كان الشخص يعاني من مشاكل ارتفاع سكر الدم أو انخفاضه.
كيفية التحكم في مرض السكر:
أ- وهذه خطوات يمكن اتباعها:
1- استشر الجهة الطبية المختصة عن أفضل الطرق لاختبار سكر الدم.
2- استخدام طريقة الاختبار المختارة بطريقة صحيحة.
3- حدد جدول مع طبيبك المعالج عن مواعيد اختبار السكر يومياً.
4- سجل قياسات سكر الدم عند اختباره لكي يري الطبيب المعالج هذه القياسات.
ب- وهذه خطوات أخرى يمكن أن تقدمها لك الجهة الطبية المعالجة:
1-تعليمك كيفية اختبار سكر الدم بطريقة صحيحة.
2- تحديد المواعيد التي تجري فيها اختبارات السكر يومياً.
3- تساعدك على فهم معدلات سكر الدم الصحيحة لك، اسأل طبيبك عن المعدلات من ...... إلى ........ .
4- يراجع الطبيب أو الجهة الطبية معك ما تسجله من قياسات سكر الدم والتغير في العلاج المطلوب.
5- يعلمك كيف تغير في أدوية مرض السكر، النظام الغذائي والنشاط الرياضي للسيطرة على السكر.
* متى يلجأ مريض السكر إلى العون الطبي؟
- إذا ظلت معدلات سكر الدم فوق 250 ملجم أو أعلى من هذه النسبة في خلال 24 ساعة.
- إذا انخفض سكر الدم أربعة مرات أو أكثر في الأسبوع.
- إذا كان سكر الدم منخفض جداً وحاول أحد الأشخاص مساعدتك لعلاجه.
* التخلص من إبرة الاختبار (أداة الاختبار):
- يتم التخلص من الإبرة بشكل صحيح، ويوصي بأن يكون ذلك في حاوية تستخدم لهذا الغرض لا يعاد تدويرها مرة أخرى.
- لا تستخدم الأواني الزجاجية أو البلاستيكية.
- ينبغي إحكام غلقها بشريط لاصق.
- التخلص منها بعيداً عن متناول الأطفال.
الملح والسكر
" تجنب الإكثار منهما " عبارة تتكرر كثيرا ، ربما تكون قد سمعتها من قبل أحد الأطباء أو العاملين في المجال الصحي أو من مرضى قد تجاوزوا الأربعين من العمر وهم يشتكون مما يسمى سموم البدن كما هو معروف بالمفهوم الشعبي .
الملح والسكر مادتان أساسيتان للحياة ، لا يستغني عنهما أبدا ، ولا تطيب الحياة والصحة دونهما . إن المفهوم الخاطئ لاعتبارهما سموم البدن يرجع إلى ارتباطهما الوثيق بمرضين خطيرين يؤرقان البشرية ويحصدان ملايين البشر سنويا وهما مرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم ، ويعتبران من أكثر أسباب الوفيات في العالم ، وتنفق الدول أموالا تقدر بالمليارات لعلاج مثل هؤلاء المرضى ، بالإضافة إلى ما يفرضه من ميزانية خاصة وكبيرة على المريض . لا يتفق المفهوم العلمي بتسميتهما بسموم البدن لأن السم عادة يكون خطيرا ومميتا في حالة أخذه بجرعة معينة ، لكن بالنسبة إلى السكر والملح فأن نقصهما في الجسم يؤدي إلى أمراض خطرة لا يقل أذاها عن المرضين السابقين ، لكن هذه الأمراض ليست شائعة الوجود مثل مرضي السكر وارتفاع ضغط الدم
لا أود الحديث هنا عن المادتين بمفهومها الكيميائي و الفيزيائي ، بل سيكون الحديث عن المرضين المرتبطين بهاتين المادتين ، وسيكون التركيز على مرضى السكري المصابين بارتفاع ضغط الدم. الملح كما هو معروف بعلاقته الكبيرة وكونه أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بارتفاع ضغط الدم ، وينصح دائما بالتقليل منه عند مرضى ارتفاع ضغط الدم والقلب والكلى وكبار السن وغيرهم . والملح المقصود هنا هو ملح الصوديوم ، الذي يشكل 99 % من ملح الطعام ويكون بشكل كلورايد الصوديم ، ويحتوي ملح الطعام بالإضافة إلى الصوديوم على أملاح البوتاسيوم والكالسيوم واليود لكن بتراكيز قليلة جدا. أما بالنسبة للسكر فمن أسمه يظهر ارتباطه الأساسي بمرض السكري الذي يتميز بارتفاع معدل السكر بالدم .
ارتفاع ضغط الدم عند مرضى السكري :
مرض السكري من أكثر الأمراض انتشارا في العالم ، يقدر عدد المصابين به على مستوى العالم 10% ، علما أن نسبة الإصابة به تختلف بين دولة وأخرى . ويعتبر انتشار مرض السكري في الوطن العربي من أعلى النسب في العالم ، ففي السعودية 16% ، الإمارات 24% ، مصر 10% ، البحرين 10% ، عمان 12% . أما في الولايات المتحدة الأمريكية فتصل النسبة إلى 10% . وتشكل هذه النسب العالية كارثة محلية لكل مجتمع. هناك نوعان رئيسيان لمرض السكري : النوع الأول يصيب الأطفال عادة ويقدر بـ 10% من عدد المصابين بالسكري . أما النوع الثاني فيصيب البالغين ويصل عدد المصابين به إلى 90% ، وهناك أنواع أخرى منها سكر الحمل الذي يظهر أثناء فترة حمل المرأة ويظهر عادة بعد الشهر الرابع من الحمل .
يحصل مرض السكري نتيجة نقص أو انعدام إفراز هرمون الأنسولين من قبل خلايا بيتا في جزر لانكرهانز الموجودة على البنكرياس ، ويعمل الانسولين على إدخال سكر العنب ( الجلوكوز ) إلى داخل الخلايا من أجل استهلاكه والحصول على الطاقة . أن هذا النقص أو الانعدام في هرمون الانسولين سيؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم مما يؤدي مع مرور الوقت إلى مضاعفات خطيرة كأمراض القلب والجهاز العصبي واعتلال شبكية العين وتلف في الكليتين ، بالإضافة إلى جعل الجسم عرضة للإصابات الجرثومية والفطرية . تعتبر هذه بعض المعلومات عامة نوعا ما بالنسبة للكثير من المرضى المصابين بالسكري نتيجة الاهتمام الواسع بتوعية الناس بخطر هذا المرض ، حيث يزود الأطباء والعاملين بالمجال الصحي مرضى السكري بهذه المعلومات في سبيل توضيح المرض .
أما ما قد يجهله الكثير من مرضى السكري هو الارتباط الكبير بين السكري وارتفاع ضغط الدم ، حيث يصل عدد المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم معا إلى ما يقارب الـ 70% من مرضى السكري . وتشير التقارير إلى أن أكثر من 65% من مرضى السكري يموتون نتيجة أمراض القلب والسكتة الدماغية ، التي تعتبر من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم . بالإضافة إلى أن معدل إصابة مرضى السكري بارتفاع ضغط الدم هو الضعف عند البشر غير المصابين بمرض السكري . وقد أشار تقرير عرض في العام 2000 في ملتقى جمعية السكري الأمريكية أن 71% من مرضى السكري مصابين بارتفاع ضغط الدم ، وأن 12% فقط هم ممن يسيطرون على ضغطهم بشكل طبيعي .
ارتفاع ضغط الدم الذي يطلق عليه أحيانا " المرض الصامت " بسبب عدم وجود أعراض خاصة به ، وفي حالات كثيرة لا يشخص المرض إلا بعد أن تظهر المضاعفات أثر الإصابة به . علما أن 90% من المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يعرف سبب لأصابتهم . هناك الكثير من الأسباب التي يعزى إليها الإصابة بهذين المرضين ، السكري وارتفاع ضغط الدم ، منها عامل الوراثة أو الإجهاد والتوتر أو القلق . بالإضافة إلى الأسباب الأخرى التي تعبر وظيفية أو خاصة بكل مرض .
يعتبر ارتفاع ضغط الدم المستمر وغير المسيطر عليه عامل أساسي في تطور مضاعفات مرض السكري المتمثلة في اعتلال شبكية العين ، و خلل في وظائف الكلى ، و أمراض الشريان التاجي ، و اختلال الأوعية الطرفية ( في الساقين والذراعين ) . أثبت ذلك من خلال النتائج التي تم الحصول عليها من اختبارات تمت السيطرة فيها على ضغط الدم عند المستوى الطبيعي عند بعض المرضى .
من أجل تشخيص دقيق وصحيح لمرض ارتفاع ضغط الدم لابد أن تتم عملية قياس ضغط الدم عدة مرات ولأيام مختلفة . عادة يزيد ارتفاع ضغط الدم من المضاعفات التي يسببها السكري ، فقد يؤثر هذا الارتفاع على الأوعية الدموية الصغيرة ( Microvascular ) فيسبب أذى قد يصيب الكلى ( Nephropathy ) أو شبكية العين ( Retinopathy ) ، او قد يصيب الأوعية الدموية الكبيرة ( Macrovascular ) فيسبب تصلب الشرايين ( Atherosclerotic ) . وعادة يزيد من حالات الوفاة المبكرة .
يصنف ارتفاع ضغط الدم عند المرضى العاديين ، غير المصابين بمرض السكري عدة تصنيفات ، وكما هو مبين في الجدول التالي لأشخاص لا يتناولون أي دواء مخفض ضغط الدم .
التصنيف الضغط الانقباضي Systolic
mm / Hg
الضغط الانبساطي Diastolic
mm / Hg
الضغط المثالي Optimal 120 أو أقل 80 أو أقل
الضغط الطبيعي Normal 130 أو أقل 85 أو أقل
الضغط الطبيعي المرتفع* H. Normal 130-139 85-89
ضغط مرتفع من الدرجة الأولى Grade-1 140-159 90-99
ضغط مرتفع من الدرجة الثانية Grade-2 160-179 100-109
ضغط مرتفع من الدرجة الثالثة Grade-3 180 أو أعلى 110 أو أعلى
* يمكن معالجته والسيطرة عليه بالحمية وتقليل ملح الصوديوم والرياضة وتقليل التوتر والإجهاد .
إن الهدف من علاج ارتفاع ضغط الدم عند المرضى هو المحافظة على القياس أقل من 140 \ 90 ملم زئبق . أما عند مرضى السكري فيجب المحافظة على القياس أقل من 130 \ 80 ملم زئبق ، لأن ارتفاع ضغط الدم عن 130 \ 80 ملم زئبق يعني الإصابة بارتفاع ضغط الدم ، ويتوجب وصف العلاج لخفض ضغط الدم . بالإضافة إلى المتابعة المستمرة لمراقبة ضغط الدم ، وأجراء كل الاختبارات الدورية لتجنب المضاعفات
أظهرت إحدى الدراسات الطبية الحديثة ، أن مجرد إحداث تغييرات طفيفة في العادات اليومية ( تخفيف تناول الدهون ، و ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة مرتين اسبوعياً، و تخفيف الوزن بشكل معتدل) يؤدي إلى إنقاص ظهور مرض السكري لدى الأشخاص الأكثر عرضة له، بنسبة أكثر من النصف.
تهتم هذه الدراسة بالداء السكري من النوع الثاني لدى الناضجين ، الذي هو الأكثر إنتشاراً ، و الذي له عوامل مؤهبة منها زيادة الوزن و نقص الحركة.
كانت نتائج تطبيق الحمية و البرنامج الرياضي ، في هذه الدراسة ، مذهلة لدرجة إضطرت الباحثين لإنهاء الإختبارات قبل سنة من موعدها المحدد و نشر نتائجها في أسرع وقت ممكن.
أجريت هذه الدراسة في 27 مركزاً طبياً في الولايات المتحدة الأمريكية ، و احتوت 3234 مريضاً من كافة الأجناس و الطبقات.
من المعروف أن عدداً كبيراً من عوامل خطورة ظهور مرض السكري ، لا يمكن التحكم بها ( العمر و الإنتماء العرقي و الوراثة العائلية )، لكن هناك عوامل يمكن تغييرها هي : البدانة و الجهد العضلي.
من المؤكد أن النتائج العملية لهذه الدراسة لن تكون سهلة التطبيق على عامة الناس، لذلك تم تشكيل لجنة من الخبراء المختصين لمحاولة وضع جدول توصيات واضحة قبل نهاية السنة الحالية.
يجدر الذكر أن هناك دراسات قليلة سابقة كانت قد أعطت نتائج مشابهة في الصين و فينلاندا ، غير لنه لم يكن من المعلوم ما إذا كان تعميم هذه النتائج على الأجناس العرقية الأخرى ممكناً.
في الدراسة الجديدة ، كان نصف المشاركين تقريباً من أعراق مختلفة ، مثل الزنوج و الأمريكان الإسبانيين و الآسيويين، مع انطباق الفائدة عليهم جميعاً.
كما وجدت الدراسة أن استعمال دواء Metformin يقي من احتمال حدوث الداء السكري ، و لكن بنسبة أقل بكثير من الحمية و الرياضة.
الوقاية والعلاج:
ينقسم علاج كثير من الأمراض عادة إلى قسمين ، القسم الأول لا يعتمد على العلاج الدوائي ، ويسمى عادة تغيير أو تعديل نمط الحياة ، قد يستمر لفترة قصيرة أو طويلة اعتمادا على النتائج التي يتم الحصول عليها ، وفي حالة عدم الحصول على النتائج المطلوبة يتم الانتقال إلى القسم الثاني من العلاج الذي يعتمد على الدواء ، مع عدم إهمال القسم الأول من العلاج والاستمرار عليه . أن الالتزام بتغيير نمط الحياة يمكن أن يكون بالإضافة إلى كونه علاجا ، وقاية للناس الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بارتفاع ضغط الدم أو ممن تجاوزوا الأربعين من العمر ويتعرضون للإجهاد بشكل مستمر .
تغيير أو تعديل نمط الحياة : يتضمن تغيير العديد من العادات الحياتية التي أصبحت لا تتناسب مع مرض ارتفاع ضغط الدم ، وفي نفس الوقت يجب أن لا تتعارض مع المرض الأساس وهو مرض السكري ، والكثير من هذه التغيرات تتناسب مع علاج مرض السكري أيضا .
الوزن : المرضى من أصحاب الوزن الثقيل ، قد يكون خفضهم للوزن عامل أساسي ومهم جدا في العلاج وفي السيطرة على ضغط الدم بالإضافة إلى السيطرة على معدل السكري في الدم عند مستوى جيد ، وخفض الوزن قد يؤخر استعمال الأدوية لمدة طويلة أو قد يستغني عنها ، كما يمنع من حصول المضاعفات . يتم ذلك عن طريق تقليل تناول الأطعمة الدسمة المليئة بالدهون وممارسة الرياضة بشكل يومي .
العادات الغذائية : يعتبر الغذاء الصحي المناسب عامل مهم جدا في السيطرة على كلا المرضين . لابد لمريض السكري من الاهتمام بعاداته الغذائية والوجبات والأطعمة التي يتناولها والتركيز على تقليل السكريات، أما بالنسبة لمريض السكري وارتفاع ضغط الدم فهناك عادات غذائية أخرى يجب عليه الاهتمام بها .
الابتعاد عن ملح الصوديوم ، كما ذكرنا في البداية فأن ملح الصوديوم هو الجزء الرئيسي في ملح الطعام ، فيجب الحذر من استخدام الملح في الطعام والتقليل منه إلى أقصى حد ، لاعتباره سببا رئيسيا لارتفاع ضغط الدم ، لكونه يحصر كميات كبيرة من الماء مما يؤدي إلى زيادة حجم الدم وبالتالي زيادة ضغطه على الأوعية الدموية . جاء في إحدى الدراسات الغذائية الطبية أن على مريض ارتفاع ضغط الدم عدم تناول أكثر من 2400 ملغم يوميا من الصوديوم ، علما أن محتوى ملعقة صغيرة من الملح هو 2300 ملغم . ويجب التذكير بأن أكثر المنتجات التي تحتوي على الملح هي الأغذية المحفوظة والمعلبة .
لا يعني ضرورة الابتعاد عن الصوديوم ، تجنب الأملاح الأخرى مثل الكالسيوم والبوتاسيوم واليود والمغنيسيوم . فالدراسات تشير إلى أن خفض نسبة الكالسيوم يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم . أما بالنسبة للبوتاسيوم فأن خفضه سيؤدي إلى عدة مشاكل منها ارتفاع ضغط الدم ، ولابد من زيادة كمية البوتاسيوم المتناولة عند المرضى الذين يتناولون بعض الأدوية مثل مدرات البول Diuretics التي تؤدي إلى فقدان البوتاسيوم مع البول . أما في حالة وجود خلل في عمل الكلية أو أخذ بعض الأدوية التي تؤدي إلى احتفاظ الجسم بالبوتاسيوم فيجب خفض كمية البوتاسيوم . بالنسبة لليود فأن نقصه يؤدي إلى مشاكل في الغدة الدرقية . أما انخفاض المغنيسيوم فقد لوحظ مع المصابين بالسكري ، بسبب دور المغنيسيوم المساعد في إفراز الانسولين .
هناك الكثير من المواد الغذائية التي تكون غير مناسبة لمريض السكري وارتفاع ضغط الدم ، لابد من التقيد بها لتجنب فقدان السيطرة على أحد أو كلا المرضين أو حصول المضاعفات الخطرة . مـن هذه المواد : الدهون ، والسكريات ، واللحوم الحمراء ومنتجات الألبان الدسمة . لكن مع ذلك فأن سلة الغذاء مليئة ويمكن لمثل هؤلاء المرضى التعويض عن الأغذية غير المناسبة لهم ، وعمل نظام غذائي جيد وجديد والانتظام بعادات غذائية صحية للمحافظة على الصحة والحياة . تتنوع هذه الأغذية من الخضراوات والفواكه ( عدا ما يحتوي على السكريات ) والبقول واللحوم البيضاء ( السمك والدجاج ) والمكسرات ( غير المالحة ) . يجب التركيز على الأغذية التي تحتوي على الألياف لكونها مهمة جدا لمريض السكري . كذلك تناول بعض المنتجات النباتية التي تحتوي على البوتاسيوم كالموز ، والفراولة ، والطماطم ، والمشمش . بالإضافة إلى نوع الأغذية فالاهتمام بطريقة طهو الطعام مهم جدا ، فيفضل دائما المسلوق والمشوي لتجنب الدهون . كما أن وضع أنواع من البهارات مفيد لتجنب وضع الملح .
الاعتدال أو التقليل من الكافيين في المشروبات ، لأن كما هو معروف بأن الكافيين قد يزيد من ارتفاع ضغط الدم وتفاقم أمراض القلب . بالإضافة إلى أنه قد يسبب الأرق الذي يؤدي إلى التوتر وبالتالي ارتفاع ضغط الدم .
بالنسبة للمرضى الذين لديهم خلل في عمل الكليتين ، فأن تجنب الملح مهم جدا ، لأنه كما هو معروف فأن تصفية الملح تتم عبر الكليتين ، وأن وجود أي خلل فيهما قد يؤدي إلى تجمع الأملاح وبالتالي حصول مشاكل كثيرة أهمها ارتفاع ضغط الدم .
الرياضة : الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عادة تظهر فيمن تجاوز الخامسة والثلاثين مـن العمر ، أما الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم معا فتظهر عادة فيمن تجاوز الأربعين من العمر ما لم يكون مريض السكري أصلا مصابا بارتفاع ضغط الدم . لذلك فأن ممارسة الرياضة المناسبة شيء ضروري جدا كعلاج تكميلي لهذين المرضين ، وذلك لعدة أسباب :
السيطرة على معدل السكر في الدم
السيطرة على ضغط الدم
خفض الوزن
المساعدة في زيادة سرعة هضم الطعام وحرق المزيد من السعرات الحرارية .
تحريك الدورة الدموية .
أن اختيار الرياضة المناسبة شيء مهم جدا ، لأن الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم قد يؤديان إلى الإصابة بأمراض القلب ، لذلك فالرياضة المجهدة تكون في بعض الأحيان ذات تأثير سلبي على المريض . والرياضة يجب أن تتناسب مع عمر المريض وقابليته البدنية ، ولابد أن تكون مستمرة وتفضل أن تكون بشكل يومي . من أحسن أنواع الرياضة التي يمكن للمريض ممارستها المشي لنصف ساعة يوميا ، أو استعمال الدراجة الثابتة مع بعض الحركات الارضية . يجب تجنب الألعاب الثقيلة كرفع الأثقال لأنها قد تؤثر على شبكية العين ، أو الركض لمسافات طويلة أو تسلق المرتفعات لأنها مجهدة للقلب . كما أن إجراء بعض الفحوصات على العين والأعصاب والقلب والكلى مهم جدا للتأكد من كون الرياضة المختارة لا تؤثر على وظائف هذه الأعضاء .
لابد للذين يمارسون الرياضة أن تكون لديهم معرفة بأعراض انخفاض السكر في الدم ، حتى يتجنبون حصول مثل هذه الحالات عند ممارستهم الرياضة .
الإقلاع عن التدخين وتعاطي الكحول : لما لهاتين العادتين السيئتين من أضرار مباشرة على صحة الفرد ، والتأثير المباشر على الرئتين والقلب وارتفاع ضغط الدم وانخفاض المناعة ، والتأثير المباشر في استقلاب الدواء .
الابتعاد عن الضغط النفسي والإجهاد والتوتر : تؤدي هذه العوامل جميعا إلى الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وتفاقم المرضين وحصول المضاعفات الخطرة . لذلك من واجب أي عائلة أحد أفرادها مصاب بأحد المرضين أو كلاهما مراعاة الجانب النفسي وتوفير سبل الراحة له . على أن لا ينسى أي مريض دوره المهم في تجنب مثل هذه العوامل . فأخذ قسط من الراحة يوميا ، وعدم القلق ، والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى التوتر ، خطوات تساعد في السيطرة على ضغط الدم والسكري .
كما هو ملاحظ ، فأن كلا المرضين يشتركان في العلاج الذي لا يعتمد على الدواء ، بالإضافة إلى وجود أمراض أخرى تشترك معهما في هذه الخطوات ، لذلك لابد من مراعاة النقاط السالفة الذكر قبل بدء العلاج وخلاله واعتبارها جزء أساسي من العلاج ، لتجنب حصول المضاعفات أو تدهور المرض . وكلمة أخيرة في هذا المجال ، أن الاعتدال في أي شيء ضروري ومهم جدا ، فالاعتدال في الغذاء والرياضة يساهم بشكل كبير في العلاج . والأمل كبير في أن يقلل هذا النوع من العلاج من كمية الأدوية الموصوفة وبالتالي تقليل الآثار الجانبية والتكلفة المادية المترتبة على هذه الأدوية
ينتج مرض السكري عن ارتفاع مزمن لمستوى السكر (الجلوكوز) في الدمويعتبر السكر من المواد الرئيسة التي تحتاجها خلايا الجسم لتغذيتها وإنتاج الطاقة اللازمة لكي يستطيع الجسم القيام بوظائفه الحيوية المختلفة. والسكر هو مادة يحصل عليها جسم الإنسان من الغذاء، فبعد هضم الطعام تتحول النشويات إلى الجلوكوز البسيط الذي تمتصه الأمعاء ثم ينتقل بواسطة الدم إلى خلايا الجسم. لا يستطيع السكر (الجلوكوز) الدخول إلى خلايا الجسم لتغذيتها إلا بوجود الأنسولين وهو هرمون نتيجة غذه البنكرياس التي تقع في تجويف البطن خلف المعدة ويعتبر المنظم الرئيسي لمستوي الجلوكوز في الدم.
يصاب الإنسان بالسكري نتيجة عجز البنكرياس عن إفراز هرمون الأنسولين أو إفرازه بكميات غير كافية أو غير فعالة مما يؤدي إلى عدم دخول الجلوكوز إلى خلايا الجسم وبقاؤه في الدم بكميات أعلى من المستوى الطبيعي وبذلك تحدث حالة ارتفاع السكر في الدم.
يمكن قياس نسبة السكر في الدم بسهولة، وتتراوح نسبة سكر الدم الطبيعي في الصباح قبل تناول الطعام بين (80 – 120 ملغم / ديسيليتر). وعندما تصل هذه النسبة إلى 180 ملغم/ ديسيليتر أو أكثر، يطرح الجلوكوز في البول وتحدث البيلة السكرية.
انواع السكـري :
النوع الاول :
ويظهر في معظم الاحيان في الاطفال والشباب ، والسبب يكـمن في قدرة البنكريـاس على افراز هرمـون الانسولين او افرازه للانسـولين بنسـبة قليـلة جداً قد تكون غير كافية . في هذه الحـالة يفترض اخد حـقن الانسـولين لاعـادة سكر الدم الى المستوى الطبيعـي.
اسبابــه :
ان السبب الحقيقي للاصابة بالنوع الاول من داء السكري غير معروف . والنوع الاول من داء السكري يحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة الذاتية حيث تدمـر كل الخلايا المنتجة للانسـولين في البنكـرياس . بعض انواع الفيروسـات قد تسـاهم في حدوث الخلل في جهـاز المناعة الذاتـية . ودائـما يحدث النوع الاول من مرض السكري في سن الطفولـة او المراهقـة والشباب اي تحـت سن 30 سنـة .
النوع الثاني :
وهذا النوع غالبـاً ما يصيـب الكبـار - بعد سن الثلاثين - ولكن قد يصيب من هم اصـغر من هذا السـن . ولهذا النـوع علاقـة كبيـرة بالسـمنة وزيادة النـوع كما ان العامل الوراثي يلعب دورا ً كبيراً في حدوثـه. لذا عوائـل معينـة ينتشـر السكر بين افرادها بشكل كبير نتيجـة للاصابة بهذا النـوع .
في هذا النوع توجد ممانعـة لدى خلايا الجسـم لعمـل الانسـولين ولا يستطيع البنكرياس افراز كمية كافية للتغلب على هـذه الممانعة ولذلك يحتاج المريض الى تناول الادويـة (الحبـوب) لمسـاعدة البنكريـاس على افراز المزيد من الانسـولين .
اسبابــه :
السبب الحقيقي للاصابة بداء السكـري من النوع الثاني ايضا غير معروف ويزداد خطر الاصابـه بداء السكري من النوع الثاني بسبب بعض العوامـل وهي :
اصابـة اي فرد من افراد العائلة بالسـكري
الاصـابة بالسـكري في فترة الحمـل
استخـدام بعض الادويـة
بعض الحالات المرضـية الاخـرى
السـن وعادة يكـون فوق 40 سنـة
عدم ممـارسـة الريـاضة
نقـاط هـامة :
داء السـكري هو حالـة يكون فيها جسمك غير قادر استـخدام الغذاء الذى تتناولـه كمصـدر للطاقـة .
ان السـكر ياتي من الغذاء الذى تأكلـه وانه المصدر الاساسـي لامداد الجسم بالطاقـة .
الانسـولين هـو هرمون يسمح للسـكر ان يدخـل الجسـم .
ان علاج داء السـكري يعني الموازنـة بين الحمية والنشـاط والادويـة للحفاظ على المستوى الطبيعي للسـكر في الـدم
المسـتوى الطبيعي للسـكر يتراوح بين 3.9 - 6.6 ملم .
أعراض مرض السكر
داء السكر من الأمراض الشائعة بين الناس ،وتصل نسبة الإصابة به إلى حوالي 4% من البشر عند معظم الشعوب ، وهو مرض نادر الحدوث في الأطفال حديثي الولادة ، ولكن تزيد نسبة حدوثه بالتدريج حتى سن البلوغ ، وهو ما يسمى بسكر الأطفال ، أو بسكر المراهقين أو النوع الأول من السكر ، ويقل حدوثه حول سن الثلاثين ، ثم يعود إلى الظهور بعد سن الأربعين فيما يسمى بسكر متوسطي العمر أو النوع الثاني من السكر.
وقد يحدث اكتشاف مرض السكر في شخص ما ، أما نتيجة لأعراض معروفة ومشهورة مثل :
فقدان الوزن
زيادة العطش
كثرة البول
وأما لأسباب غير مباشرة بسبب حدوث مضاعفات في بعض الأجهزة العضوية
كتدهور النظر باستمرار
العنة الشديدة
الالتهابات الجلدية العنيفة
وغير ذلك من الأعراض.
وقد يكتشف السكر مصادفة أثناء تحليل البول أو الدم لسبب آخر بعيد تماماً عن مرض السكر أما بالنسبة لأعراض داء السكر فهي تختلف في الصغار عن الكبار.
أعراض داء السكر في الصغار النوع الأول من داء السكر :
في معظم الحالات يصاب الطفل أو المراهق في مدى أسبوع أو أسبوعين - بأعراض ظاهرة وواضحة تتمثل في :
تبول مستمر
وشرب الماء بنهم
فقدان واضح في الوزن
هبوط شديد
ثم عدم انتباه في المدرسة
سرعة التهيج والتوتر
ثم شغف شديد بتناول الحلويات والسكريات
وإذا لم يلاحظ أهل الطفل ذلك لمعالجته فقد تزداد الحالة خطورة فيصاب بقيء عنيف ومستمر ثم جفاف مطرد وتشنجات عصبية وقد ينتهي الأمر بحدوث غيبوبة سكرية قد لا تحمد عقباها.
ولذا فإن اكتشاف المرض بسرعة هو الفارق بين الحياة والموت ، والوعي الكامل هو العامل الأساسي في سرعة التشخيص، والتشخيص سريع وسهل بمجرد تحليل الدم لمعرفة نسبة السكر فيه ، كما إن العلاج ناجح وفعال ومباشر باستعمال الأنسولين والتحسن يكاد يشبه المعجزة بعد استعمال الأنسولين الذي يعيش عليه طوال حياته - حياة طبيعية عادية.
أعراض داء السكر في الكبار (النوع الثاني من السكر)
نعني بداء سكري الكبار هو الذي يصيب الإنسان عادة بعد سن الخامسة والثلاثين وهذا النوع غالباً ما يكون وراثياً ، وتظهر أعراضه بعد فترة طويلة وبصورة تدريجية ، ولا يحدث فيه التأرجح السريع في معدل سكر الدم ، كما في النوع الذي يصيب الصغار.
وهناك عدة ملاحظات قد تلفت النظر في سرعة التشخيص هي :
السمنة المفرطة + تاريخ وراثي.
فإذا حدثت أعراض مشهورة مثل :
التبول بكثرة ، شرب الماء بكثرة والإقبال بشدة على الأكل وخاصة السكريات فإن احتمال الإصابة بالمرض يصبح شبه حقيقة ، والتحليل يؤكد التشخيص.
أعراض أخرى :
الأمر الأكثر احتمالاً هو ألا تحدث الأعراض المشهورة السابق ذكرها أو أنها تحدث بشكل يسير لا يلفت النظر ، ولكن قد تحدث أعراض أخرى في أماكن أخرى من الجسم يمكن تحديد معالمها بآلاتي :
التهاب واضح مع حكة شبه مستمرة في الجهاز التناسلي خاصة في المرأة.
التهابات جلدية شديدة مثل : الدمامل المستمرة ، أو خراريج باللثة ، أو التهاب مستمر في الأذن الوسطي ، أو التهاب لا يندمل في الأظافر وحول أطراف الأصابع ، أو حرقان والتهابات أعنف في الزائدة الدودية أو المرارة ، وأحياناً بالرئتين والصدر ، ومنها الدرن الرئوي.
أعراض في النظر وذلك لان العيون من أكثر الأعضاء تأثراً بالسكر ، ويختلف تأثير المرض على العين اختلافاً كبيراً ما بين ظهور دمامل صغيرة الأجفان وضعف النظر الشديد المطرد ، وقد يلاحظ أنه لا يرى بوضوح كالمعتاد أو أن النظارة الطبية لم تعد تلائمه وتحتاج إلى التغيير باستمرار وفي فترات متقاربة.
مضاعفات وأعراض في الشرايين إذ أن هناك تلازماً مؤكدا بين السكر وتصلب الشرايين وقد يعجل السكر بحدوث تصلب الشرايين بحيث تظهر أعراض خطيرة في سن مبكرة على غير العادة كالذبحة الصدرية أو الجلطة في الشريان التاجي أو يحدث التصلب في شرايين المخ أو الكلى ، وكل هذه الأمور من الخطورة بمكان ، وعلى الرغم من قسوة هذه الأعراض وخطورتها ألان أن العلاج السليم يقضي عليها تماماً.
أعراض تناسلية وجنسية - فالسكر أحياناً - يؤدي إلى حدوث إجهاض متكرر في السيدات الحوامل كما أن احتمال تشوهات الجنين الخلفية تزيد بوضوح مع مرض السكر وولادة جنين ميت أو معروف فيمن أصيبت بالسكر وأهملت علاجه ، أو قد يؤدي إلى حدوث ضعف جنسي في الرجال أو فقدان اللذة والرغبة الجنسية.
آلام بالأطراف ، فمن المعروف أن التهابات الأعصاب الطرفية من مضاعفات وأعراض مرض السكر ، ويختلف الإحساس بها من شخص إلى أخر ، ومن أشهر هذه الأعراض الإحساس بحرقان ولسعة في الأطراف ، أو الإحساس ببرودة أو سخونة شديدة ، وقد يصحب إحساس بوخزات مؤلمة أو انعدام الإحساس بالأطراف تماماً ، كما أن من التهاب الأعصاب الداخلية في الجسم قد يحدث إمساك وإسهال متكرر ، أو نوبات عنيفة من الإسهال أو هبوط مفاجئ ومتكرر في ضغط الدم.
أعراض خاصة بالجلد كالدمامل والخراريج والالتهابات الفطرية بين الأصابع أو تحت الإبطين وبين الفخذين ، وغير ذلك من الالتهابات الشديدة والعميقة.
وعلى الرغم من كل هذه الأعراض المختلفة والمتباينة لداء السكر إلا أنه من الأمراض البسيطة إذا أحسن المريض - بالتعاون مع طبيبه المختص - اتباع نظام الغذاء والعلاج والنشاط البدني ، وفي المقابل فإن السكر هو من اخطر الأمراض إذا أهمل علاجه.
اختبارات مرض السكر
(اختبار سكر الدم)
* اختبار سكر الدم:
- اختبار سكر الدم هام لاكتشاف معدلات
السكر في الدم وماينبغي أن تكون عليه. إذا كان الجلوكوز منخفضاً أو مرتفعاً بدرجة كبيرة فأنت تحتاج إلى تغيير في الأدوية والنظام الغذائي والخطة الرياضية الخاصة بك أو بأي مريض سكر آخر وهذا يتم من خلال الطبيب المعالج فقط.
ويساعد اختبار سكر الدم مريض السكر كيفية الاعتناء بصحته، فإذا كنت تشعر بان السكر منخفض أو مرتفع فهذا الاختبار يخبرك عما إذا كان إحساسك هذا صحيح أم خاطئ.
* كيفية إجراء اختبار سكر الدم؟
- يقوم المريض بوخز أحد أصابعه بإبرة حقنة نظيفة ومطهرة أو (Lancet)، لتخرج مجرد قطرة من الدم لتوضع على شريط والذي يوضع على نظام قياس ليتم قراءة سكر الدم من خلاله. ويوجد العديد من أنظمة القياس (قياس متري) متوافرة في الأسواق التي تمكنك من قراءة الشريط وعلى مريض السكر التأكد من أن بوسعه القيام بالاختبار بالطريقة الصحيحة، وعليه بشراء النظام المتري الأسهل في الاستخدام واستشارة الطبيب حول كيفية استخدام النظام المتري.
- يتم قياس سكر الدم من مرة إلى أربعة مرات يومياً، عادة تكون قبل الوجبات وكل ذلك يتم بعد استشارة الطبيب.
- يكون هاماً اختبار سكر الدم أربعة مرات يومياً (قبل كل وجبة وقبل النوم ليلاً) في الحالات التالية:
- إذا كان الشخص يأخذ أنسولين.
- إذا كانت مريضة السكر حاملاً (سكر الحمل) أو تنوي الحمل.
- إذا كان مريض السكر مريضاً بمرض آخر أو يتماثل للشفاء.
- إذا كان الشخص يعاني من مشاكل ارتفاع سكر الدم أو انخفاضه.
كيفية التحكم في مرض السكر:
أ- وهذه خطوات يمكن اتباعها:
1- استشر الجهة الطبية المختصة عن أفضل الطرق لاختبار سكر الدم.
2- استخدام طريقة الاختبار المختارة بطريقة صحيحة.
3- حدد جدول مع طبيبك المعالج عن مواعيد اختبار السكر يومياً.
4- سجل قياسات سكر الدم عند اختباره لكي يري الطبيب المعالج هذه القياسات.
ب- وهذه خطوات أخرى يمكن أن تقدمها لك الجهة الطبية المعالجة:
1-تعليمك كيفية اختبار سكر الدم بطريقة صحيحة.
2- تحديد المواعيد التي تجري فيها اختبارات السكر يومياً.
3- تساعدك على فهم معدلات سكر الدم الصحيحة لك، اسأل طبيبك عن المعدلات من ...... إلى ........ .
4- يراجع الطبيب أو الجهة الطبية معك ما تسجله من قياسات سكر الدم والتغير في العلاج المطلوب.
5- يعلمك كيف تغير في أدوية مرض السكر، النظام الغذائي والنشاط الرياضي للسيطرة على السكر.
* متى يلجأ مريض السكر إلى العون الطبي؟
- إذا ظلت معدلات سكر الدم فوق 250 ملجم أو أعلى من هذه النسبة في خلال 24 ساعة.
- إذا انخفض سكر الدم أربعة مرات أو أكثر في الأسبوع.
- إذا كان سكر الدم منخفض جداً وحاول أحد الأشخاص مساعدتك لعلاجه.
* التخلص من إبرة الاختبار (أداة الاختبار):
- يتم التخلص من الإبرة بشكل صحيح، ويوصي بأن يكون ذلك في حاوية تستخدم لهذا الغرض لا يعاد تدويرها مرة أخرى.
- لا تستخدم الأواني الزجاجية أو البلاستيكية.
- ينبغي إحكام غلقها بشريط لاصق.
- التخلص منها بعيداً عن متناول الأطفال.
الملح والسكر
" تجنب الإكثار منهما " عبارة تتكرر كثيرا ، ربما تكون قد سمعتها من قبل أحد الأطباء أو العاملين في المجال الصحي أو من مرضى قد تجاوزوا الأربعين من العمر وهم يشتكون مما يسمى سموم البدن كما هو معروف بالمفهوم الشعبي .
الملح والسكر مادتان أساسيتان للحياة ، لا يستغني عنهما أبدا ، ولا تطيب الحياة والصحة دونهما . إن المفهوم الخاطئ لاعتبارهما سموم البدن يرجع إلى ارتباطهما الوثيق بمرضين خطيرين يؤرقان البشرية ويحصدان ملايين البشر سنويا وهما مرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم ، ويعتبران من أكثر أسباب الوفيات في العالم ، وتنفق الدول أموالا تقدر بالمليارات لعلاج مثل هؤلاء المرضى ، بالإضافة إلى ما يفرضه من ميزانية خاصة وكبيرة على المريض . لا يتفق المفهوم العلمي بتسميتهما بسموم البدن لأن السم عادة يكون خطيرا ومميتا في حالة أخذه بجرعة معينة ، لكن بالنسبة إلى السكر والملح فأن نقصهما في الجسم يؤدي إلى أمراض خطرة لا يقل أذاها عن المرضين السابقين ، لكن هذه الأمراض ليست شائعة الوجود مثل مرضي السكر وارتفاع ضغط الدم
لا أود الحديث هنا عن المادتين بمفهومها الكيميائي و الفيزيائي ، بل سيكون الحديث عن المرضين المرتبطين بهاتين المادتين ، وسيكون التركيز على مرضى السكري المصابين بارتفاع ضغط الدم. الملح كما هو معروف بعلاقته الكبيرة وكونه أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بارتفاع ضغط الدم ، وينصح دائما بالتقليل منه عند مرضى ارتفاع ضغط الدم والقلب والكلى وكبار السن وغيرهم . والملح المقصود هنا هو ملح الصوديوم ، الذي يشكل 99 % من ملح الطعام ويكون بشكل كلورايد الصوديم ، ويحتوي ملح الطعام بالإضافة إلى الصوديوم على أملاح البوتاسيوم والكالسيوم واليود لكن بتراكيز قليلة جدا. أما بالنسبة للسكر فمن أسمه يظهر ارتباطه الأساسي بمرض السكري الذي يتميز بارتفاع معدل السكر بالدم .
ارتفاع ضغط الدم عند مرضى السكري :
مرض السكري من أكثر الأمراض انتشارا في العالم ، يقدر عدد المصابين به على مستوى العالم 10% ، علما أن نسبة الإصابة به تختلف بين دولة وأخرى . ويعتبر انتشار مرض السكري في الوطن العربي من أعلى النسب في العالم ، ففي السعودية 16% ، الإمارات 24% ، مصر 10% ، البحرين 10% ، عمان 12% . أما في الولايات المتحدة الأمريكية فتصل النسبة إلى 10% . وتشكل هذه النسب العالية كارثة محلية لكل مجتمع. هناك نوعان رئيسيان لمرض السكري : النوع الأول يصيب الأطفال عادة ويقدر بـ 10% من عدد المصابين بالسكري . أما النوع الثاني فيصيب البالغين ويصل عدد المصابين به إلى 90% ، وهناك أنواع أخرى منها سكر الحمل الذي يظهر أثناء فترة حمل المرأة ويظهر عادة بعد الشهر الرابع من الحمل .
يحصل مرض السكري نتيجة نقص أو انعدام إفراز هرمون الأنسولين من قبل خلايا بيتا في جزر لانكرهانز الموجودة على البنكرياس ، ويعمل الانسولين على إدخال سكر العنب ( الجلوكوز ) إلى داخل الخلايا من أجل استهلاكه والحصول على الطاقة . أن هذا النقص أو الانعدام في هرمون الانسولين سيؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم مما يؤدي مع مرور الوقت إلى مضاعفات خطيرة كأمراض القلب والجهاز العصبي واعتلال شبكية العين وتلف في الكليتين ، بالإضافة إلى جعل الجسم عرضة للإصابات الجرثومية والفطرية . تعتبر هذه بعض المعلومات عامة نوعا ما بالنسبة للكثير من المرضى المصابين بالسكري نتيجة الاهتمام الواسع بتوعية الناس بخطر هذا المرض ، حيث يزود الأطباء والعاملين بالمجال الصحي مرضى السكري بهذه المعلومات في سبيل توضيح المرض .
أما ما قد يجهله الكثير من مرضى السكري هو الارتباط الكبير بين السكري وارتفاع ضغط الدم ، حيث يصل عدد المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم معا إلى ما يقارب الـ 70% من مرضى السكري . وتشير التقارير إلى أن أكثر من 65% من مرضى السكري يموتون نتيجة أمراض القلب والسكتة الدماغية ، التي تعتبر من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم . بالإضافة إلى أن معدل إصابة مرضى السكري بارتفاع ضغط الدم هو الضعف عند البشر غير المصابين بمرض السكري . وقد أشار تقرير عرض في العام 2000 في ملتقى جمعية السكري الأمريكية أن 71% من مرضى السكري مصابين بارتفاع ضغط الدم ، وأن 12% فقط هم ممن يسيطرون على ضغطهم بشكل طبيعي .
ارتفاع ضغط الدم الذي يطلق عليه أحيانا " المرض الصامت " بسبب عدم وجود أعراض خاصة به ، وفي حالات كثيرة لا يشخص المرض إلا بعد أن تظهر المضاعفات أثر الإصابة به . علما أن 90% من المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يعرف سبب لأصابتهم . هناك الكثير من الأسباب التي يعزى إليها الإصابة بهذين المرضين ، السكري وارتفاع ضغط الدم ، منها عامل الوراثة أو الإجهاد والتوتر أو القلق . بالإضافة إلى الأسباب الأخرى التي تعبر وظيفية أو خاصة بكل مرض .
يعتبر ارتفاع ضغط الدم المستمر وغير المسيطر عليه عامل أساسي في تطور مضاعفات مرض السكري المتمثلة في اعتلال شبكية العين ، و خلل في وظائف الكلى ، و أمراض الشريان التاجي ، و اختلال الأوعية الطرفية ( في الساقين والذراعين ) . أثبت ذلك من خلال النتائج التي تم الحصول عليها من اختبارات تمت السيطرة فيها على ضغط الدم عند المستوى الطبيعي عند بعض المرضى .
من أجل تشخيص دقيق وصحيح لمرض ارتفاع ضغط الدم لابد أن تتم عملية قياس ضغط الدم عدة مرات ولأيام مختلفة . عادة يزيد ارتفاع ضغط الدم من المضاعفات التي يسببها السكري ، فقد يؤثر هذا الارتفاع على الأوعية الدموية الصغيرة ( Microvascular ) فيسبب أذى قد يصيب الكلى ( Nephropathy ) أو شبكية العين ( Retinopathy ) ، او قد يصيب الأوعية الدموية الكبيرة ( Macrovascular ) فيسبب تصلب الشرايين ( Atherosclerotic ) . وعادة يزيد من حالات الوفاة المبكرة .
يصنف ارتفاع ضغط الدم عند المرضى العاديين ، غير المصابين بمرض السكري عدة تصنيفات ، وكما هو مبين في الجدول التالي لأشخاص لا يتناولون أي دواء مخفض ضغط الدم .
التصنيف الضغط الانقباضي Systolic
mm / Hg
الضغط الانبساطي Diastolic
mm / Hg
الضغط المثالي Optimal 120 أو أقل 80 أو أقل
الضغط الطبيعي Normal 130 أو أقل 85 أو أقل
الضغط الطبيعي المرتفع* H. Normal 130-139 85-89
ضغط مرتفع من الدرجة الأولى Grade-1 140-159 90-99
ضغط مرتفع من الدرجة الثانية Grade-2 160-179 100-109
ضغط مرتفع من الدرجة الثالثة Grade-3 180 أو أعلى 110 أو أعلى
* يمكن معالجته والسيطرة عليه بالحمية وتقليل ملح الصوديوم والرياضة وتقليل التوتر والإجهاد .
إن الهدف من علاج ارتفاع ضغط الدم عند المرضى هو المحافظة على القياس أقل من 140 \ 90 ملم زئبق . أما عند مرضى السكري فيجب المحافظة على القياس أقل من 130 \ 80 ملم زئبق ، لأن ارتفاع ضغط الدم عن 130 \ 80 ملم زئبق يعني الإصابة بارتفاع ضغط الدم ، ويتوجب وصف العلاج لخفض ضغط الدم . بالإضافة إلى المتابعة المستمرة لمراقبة ضغط الدم ، وأجراء كل الاختبارات الدورية لتجنب المضاعفات
أظهرت إحدى الدراسات الطبية الحديثة ، أن مجرد إحداث تغييرات طفيفة في العادات اليومية ( تخفيف تناول الدهون ، و ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة مرتين اسبوعياً، و تخفيف الوزن بشكل معتدل) يؤدي إلى إنقاص ظهور مرض السكري لدى الأشخاص الأكثر عرضة له، بنسبة أكثر من النصف.
تهتم هذه الدراسة بالداء السكري من النوع الثاني لدى الناضجين ، الذي هو الأكثر إنتشاراً ، و الذي له عوامل مؤهبة منها زيادة الوزن و نقص الحركة.
كانت نتائج تطبيق الحمية و البرنامج الرياضي ، في هذه الدراسة ، مذهلة لدرجة إضطرت الباحثين لإنهاء الإختبارات قبل سنة من موعدها المحدد و نشر نتائجها في أسرع وقت ممكن.
أجريت هذه الدراسة في 27 مركزاً طبياً في الولايات المتحدة الأمريكية ، و احتوت 3234 مريضاً من كافة الأجناس و الطبقات.
من المعروف أن عدداً كبيراً من عوامل خطورة ظهور مرض السكري ، لا يمكن التحكم بها ( العمر و الإنتماء العرقي و الوراثة العائلية )، لكن هناك عوامل يمكن تغييرها هي : البدانة و الجهد العضلي.
من المؤكد أن النتائج العملية لهذه الدراسة لن تكون سهلة التطبيق على عامة الناس، لذلك تم تشكيل لجنة من الخبراء المختصين لمحاولة وضع جدول توصيات واضحة قبل نهاية السنة الحالية.
يجدر الذكر أن هناك دراسات قليلة سابقة كانت قد أعطت نتائج مشابهة في الصين و فينلاندا ، غير لنه لم يكن من المعلوم ما إذا كان تعميم هذه النتائج على الأجناس العرقية الأخرى ممكناً.
في الدراسة الجديدة ، كان نصف المشاركين تقريباً من أعراق مختلفة ، مثل الزنوج و الأمريكان الإسبانيين و الآسيويين، مع انطباق الفائدة عليهم جميعاً.
كما وجدت الدراسة أن استعمال دواء Metformin يقي من احتمال حدوث الداء السكري ، و لكن بنسبة أقل بكثير من الحمية و الرياضة.
الوقاية والعلاج:
ينقسم علاج كثير من الأمراض عادة إلى قسمين ، القسم الأول لا يعتمد على العلاج الدوائي ، ويسمى عادة تغيير أو تعديل نمط الحياة ، قد يستمر لفترة قصيرة أو طويلة اعتمادا على النتائج التي يتم الحصول عليها ، وفي حالة عدم الحصول على النتائج المطلوبة يتم الانتقال إلى القسم الثاني من العلاج الذي يعتمد على الدواء ، مع عدم إهمال القسم الأول من العلاج والاستمرار عليه . أن الالتزام بتغيير نمط الحياة يمكن أن يكون بالإضافة إلى كونه علاجا ، وقاية للناس الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بارتفاع ضغط الدم أو ممن تجاوزوا الأربعين من العمر ويتعرضون للإجهاد بشكل مستمر .
تغيير أو تعديل نمط الحياة : يتضمن تغيير العديد من العادات الحياتية التي أصبحت لا تتناسب مع مرض ارتفاع ضغط الدم ، وفي نفس الوقت يجب أن لا تتعارض مع المرض الأساس وهو مرض السكري ، والكثير من هذه التغيرات تتناسب مع علاج مرض السكري أيضا .
الوزن : المرضى من أصحاب الوزن الثقيل ، قد يكون خفضهم للوزن عامل أساسي ومهم جدا في العلاج وفي السيطرة على ضغط الدم بالإضافة إلى السيطرة على معدل السكري في الدم عند مستوى جيد ، وخفض الوزن قد يؤخر استعمال الأدوية لمدة طويلة أو قد يستغني عنها ، كما يمنع من حصول المضاعفات . يتم ذلك عن طريق تقليل تناول الأطعمة الدسمة المليئة بالدهون وممارسة الرياضة بشكل يومي .
العادات الغذائية : يعتبر الغذاء الصحي المناسب عامل مهم جدا في السيطرة على كلا المرضين . لابد لمريض السكري من الاهتمام بعاداته الغذائية والوجبات والأطعمة التي يتناولها والتركيز على تقليل السكريات، أما بالنسبة لمريض السكري وارتفاع ضغط الدم فهناك عادات غذائية أخرى يجب عليه الاهتمام بها .
الابتعاد عن ملح الصوديوم ، كما ذكرنا في البداية فأن ملح الصوديوم هو الجزء الرئيسي في ملح الطعام ، فيجب الحذر من استخدام الملح في الطعام والتقليل منه إلى أقصى حد ، لاعتباره سببا رئيسيا لارتفاع ضغط الدم ، لكونه يحصر كميات كبيرة من الماء مما يؤدي إلى زيادة حجم الدم وبالتالي زيادة ضغطه على الأوعية الدموية . جاء في إحدى الدراسات الغذائية الطبية أن على مريض ارتفاع ضغط الدم عدم تناول أكثر من 2400 ملغم يوميا من الصوديوم ، علما أن محتوى ملعقة صغيرة من الملح هو 2300 ملغم . ويجب التذكير بأن أكثر المنتجات التي تحتوي على الملح هي الأغذية المحفوظة والمعلبة .
لا يعني ضرورة الابتعاد عن الصوديوم ، تجنب الأملاح الأخرى مثل الكالسيوم والبوتاسيوم واليود والمغنيسيوم . فالدراسات تشير إلى أن خفض نسبة الكالسيوم يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم . أما بالنسبة للبوتاسيوم فأن خفضه سيؤدي إلى عدة مشاكل منها ارتفاع ضغط الدم ، ولابد من زيادة كمية البوتاسيوم المتناولة عند المرضى الذين يتناولون بعض الأدوية مثل مدرات البول Diuretics التي تؤدي إلى فقدان البوتاسيوم مع البول . أما في حالة وجود خلل في عمل الكلية أو أخذ بعض الأدوية التي تؤدي إلى احتفاظ الجسم بالبوتاسيوم فيجب خفض كمية البوتاسيوم . بالنسبة لليود فأن نقصه يؤدي إلى مشاكل في الغدة الدرقية . أما انخفاض المغنيسيوم فقد لوحظ مع المصابين بالسكري ، بسبب دور المغنيسيوم المساعد في إفراز الانسولين .
هناك الكثير من المواد الغذائية التي تكون غير مناسبة لمريض السكري وارتفاع ضغط الدم ، لابد من التقيد بها لتجنب فقدان السيطرة على أحد أو كلا المرضين أو حصول المضاعفات الخطرة . مـن هذه المواد : الدهون ، والسكريات ، واللحوم الحمراء ومنتجات الألبان الدسمة . لكن مع ذلك فأن سلة الغذاء مليئة ويمكن لمثل هؤلاء المرضى التعويض عن الأغذية غير المناسبة لهم ، وعمل نظام غذائي جيد وجديد والانتظام بعادات غذائية صحية للمحافظة على الصحة والحياة . تتنوع هذه الأغذية من الخضراوات والفواكه ( عدا ما يحتوي على السكريات ) والبقول واللحوم البيضاء ( السمك والدجاج ) والمكسرات ( غير المالحة ) . يجب التركيز على الأغذية التي تحتوي على الألياف لكونها مهمة جدا لمريض السكري . كذلك تناول بعض المنتجات النباتية التي تحتوي على البوتاسيوم كالموز ، والفراولة ، والطماطم ، والمشمش . بالإضافة إلى نوع الأغذية فالاهتمام بطريقة طهو الطعام مهم جدا ، فيفضل دائما المسلوق والمشوي لتجنب الدهون . كما أن وضع أنواع من البهارات مفيد لتجنب وضع الملح .
الاعتدال أو التقليل من الكافيين في المشروبات ، لأن كما هو معروف بأن الكافيين قد يزيد من ارتفاع ضغط الدم وتفاقم أمراض القلب . بالإضافة إلى أنه قد يسبب الأرق الذي يؤدي إلى التوتر وبالتالي ارتفاع ضغط الدم .
بالنسبة للمرضى الذين لديهم خلل في عمل الكليتين ، فأن تجنب الملح مهم جدا ، لأنه كما هو معروف فأن تصفية الملح تتم عبر الكليتين ، وأن وجود أي خلل فيهما قد يؤدي إلى تجمع الأملاح وبالتالي حصول مشاكل كثيرة أهمها ارتفاع ضغط الدم .
الرياضة : الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عادة تظهر فيمن تجاوز الخامسة والثلاثين مـن العمر ، أما الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم معا فتظهر عادة فيمن تجاوز الأربعين من العمر ما لم يكون مريض السكري أصلا مصابا بارتفاع ضغط الدم . لذلك فأن ممارسة الرياضة المناسبة شيء ضروري جدا كعلاج تكميلي لهذين المرضين ، وذلك لعدة أسباب :
السيطرة على معدل السكر في الدم
السيطرة على ضغط الدم
خفض الوزن
المساعدة في زيادة سرعة هضم الطعام وحرق المزيد من السعرات الحرارية .
تحريك الدورة الدموية .
أن اختيار الرياضة المناسبة شيء مهم جدا ، لأن الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم قد يؤديان إلى الإصابة بأمراض القلب ، لذلك فالرياضة المجهدة تكون في بعض الأحيان ذات تأثير سلبي على المريض . والرياضة يجب أن تتناسب مع عمر المريض وقابليته البدنية ، ولابد أن تكون مستمرة وتفضل أن تكون بشكل يومي . من أحسن أنواع الرياضة التي يمكن للمريض ممارستها المشي لنصف ساعة يوميا ، أو استعمال الدراجة الثابتة مع بعض الحركات الارضية . يجب تجنب الألعاب الثقيلة كرفع الأثقال لأنها قد تؤثر على شبكية العين ، أو الركض لمسافات طويلة أو تسلق المرتفعات لأنها مجهدة للقلب . كما أن إجراء بعض الفحوصات على العين والأعصاب والقلب والكلى مهم جدا للتأكد من كون الرياضة المختارة لا تؤثر على وظائف هذه الأعضاء .
لابد للذين يمارسون الرياضة أن تكون لديهم معرفة بأعراض انخفاض السكر في الدم ، حتى يتجنبون حصول مثل هذه الحالات عند ممارستهم الرياضة .
الإقلاع عن التدخين وتعاطي الكحول : لما لهاتين العادتين السيئتين من أضرار مباشرة على صحة الفرد ، والتأثير المباشر على الرئتين والقلب وارتفاع ضغط الدم وانخفاض المناعة ، والتأثير المباشر في استقلاب الدواء .
الابتعاد عن الضغط النفسي والإجهاد والتوتر : تؤدي هذه العوامل جميعا إلى الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وتفاقم المرضين وحصول المضاعفات الخطرة . لذلك من واجب أي عائلة أحد أفرادها مصاب بأحد المرضين أو كلاهما مراعاة الجانب النفسي وتوفير سبل الراحة له . على أن لا ينسى أي مريض دوره المهم في تجنب مثل هذه العوامل . فأخذ قسط من الراحة يوميا ، وعدم القلق ، والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى التوتر ، خطوات تساعد في السيطرة على ضغط الدم والسكري .
كما هو ملاحظ ، فأن كلا المرضين يشتركان في العلاج الذي لا يعتمد على الدواء ، بالإضافة إلى وجود أمراض أخرى تشترك معهما في هذه الخطوات ، لذلك لابد من مراعاة النقاط السالفة الذكر قبل بدء العلاج وخلاله واعتبارها جزء أساسي من العلاج ، لتجنب حصول المضاعفات أو تدهور المرض . وكلمة أخيرة في هذا المجال ، أن الاعتدال في أي شيء ضروري ومهم جدا ، فالاعتدال في الغذاء والرياضة يساهم بشكل كبير في العلاج . والأمل كبير في أن يقلل هذا النوع من العلاج من كمية الأدوية الموصوفة وبالتالي تقليل الآثار الجانبية والتكلفة المادية المترتبة على هذه الأدوية
الإثنين سبتمبر 02, 2024 11:15 pm من طرف yahiaz_01
» جميع مذكرات السنة الاولى 1 ابتدائي في التربية العلمية 2022 / 2023
السبت نوفمبر 05, 2022 4:12 pm من طرف yahia_01
» مذكرات السنة الاولى ابتدائي مادة التربية الاسلامية 2022 / 2023
الجمعة نوفمبر 04, 2022 11:18 pm من طرف yahia_01
» جميع مذكرات السن ة الاولى ابتدائي في التربية المدنية الجيل الثاني 2022 / 2023
الجمعة نوفمبر 04, 2022 11:16 pm من طرف yahia_01
» جميع مذكرات السنة الاولى ابتدائي مادة الرياضيات الجيل الثاني 2022 / 2023
الجمعة نوفمبر 04, 2022 11:15 pm من طرف yahia_01
» مذكرات السنة الاولى ابتدائي مادة اللغة العربية الجيل الثاني 2022 / 2023 الجزء الثاني
الجمعة نوفمبر 04, 2022 11:13 pm من طرف yahia_01
» مذكرات السنة الاولى ابتدائي مادة اللغة العربية الجيل الثاني 2022 / 2023
الجمعة نوفمبر 04, 2022 11:08 pm من طرف yahia_01
» مذكرات الاجتماعيات للسنة الخامسة ابتدائي كاملة
الخميس سبتمبر 08, 2022 12:42 pm من طرف yahia_01
» مذكرات اللغة العربية للسنة الخامسةو ابتدائي كاملة لكل مقطع
الخميس سبتمبر 08, 2022 12:40 pm من طرف yahia_01