سفينة نوح عليـه السـلام و البحـث العلمـــي

أحدث قمر صناعي يبحث عن آثار سفينة نوح فوق جبل آرارات

جسم غريب لهيكل قارب يفوق طوله 180 مترا على القمة الشمالية الغربية يحير العلماء * فريق متقدم من محللي الصور برئاسة العالم البارز أسامة الباز يدقق في لقطات قمر «كويك بيرد» الجديد وصور أقمار «كيهول» التجسسية القديمة

لندن : «الشرق الأوسط»
بدأ قمر صناعي عالي الدقة بالتقاط صور لجبل أرارات في شرق تركيا، باحثا عن ما يعتقد أنها بقايا سفينة (فلك) نوح. وتبين صور التقطتها طائرة في الأربعينات وصور لأقمار صناعية تجسسية حديثة شيئا غريبا أصبح يلقب بـ«غرائب آرارات». ويستمر البحث لتحديد هوية هذه الغرائب التي تظهرها الصور.
ربما لا تكون هذه الغرائب أكثر من مجرد جسم جيولوجي غريب يجذب العين، لكن، ومن جهة أخرى، فقد تكون له قصة كلاسيكية تعود للاحقاب القديمة. ويهتم علماء الدين، وعلماء الآثار الشرقيين، والمؤرخون، برحلة نوح على الفلك الذي بناه لعائلته ولمجموعات من الحيوانات لإنقاذها من الفيضان الذي غمر العالم لمدة 40 يوما و40 ليلة. وحالما انتهى هذا الفيضان العظيم استقر الفلك على جبال ارارات.
* جسم غريب
* من الباحثين عن الحقيقة بورتشر تايلور واسامة الباز. وتايلور زميل في مجموعة ابحاث متقدمة في مركز الدراسات والإستراتيجيات الدولية في واشنطن، الخبير في تجميع المعلومات من الأقمار الصناعية والدبلوماسية.
اما اسامة الباز المصري الاصل فهو أستاذ باحث والمدير المؤسس لمركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن. ويقود الباز فريقا ممتازا من محللي الصور بالتعاون مع تايلور. وحظي الباز باهتمام العالم لأول مرة نتيجة عمله في برنامج «أبوللو» الفضائي، ثم عمل في منصب مساعد لهيئة الهبوط القمري وثم رئيسا لمجموعة تدريب رواد الفضاء وثم المحقق الرئيسي للدراسات المرئية والتصوير. وعمل الباز وهو مصري الأصل كمستشار علمي للرئيس المصري أنور السادات والملك حسين ملك الأردن الراحل.
وقد اجتهد تايلور لسنوات لكي يقنع وكالة الاستخبارات المركزية أن تكشف عن صور أقمار صناعية ومعلومات أخرى تتعلق بالجسم الغريب على جبل آرارات في تركيا. وفعلا أزيلت السرية عن مجموعة صغيرة من الصور التي أخذت للموقع في عام 1949 ، التي تبين وجود شيئ غريب على ارتفاع 15500 قدم على هضبة القمة الشمالية الغربية للجبل.
ويقر تايلور انه في السنوات اللاحقة قام قمران صناعيان قويان يجمعان المعلومات التجسسية، وهما «كيهول-9» في عام 1973 و«كيهول-11» في عام 1976، بالتقاط صور للجبل. واثارت الصور ضجة بين المحللين.ويقول أن الجزء الظاهر من الجسم الغريب في الصور يفوق طوله 600 قدم (183 مترا) ويعتقد محللو الصور انهم يرون ما يشبه هيكل القارب في الصور. ولكن هذه الصور ما تزال تعتبر سرية وما يرغبه تايلور أن يزيل تصنيف السرية عنها.
وبفضل تقدم الأقمار الصناعية التجارية التي تستشعر عن بعد، امكن تصوير الجسم على جبل ارارات مقابل دفع اجور. وفي شهر أكتوبر (تشرين الاول)عام 1999 وحتى صيف عام 2000 قام قمر «ايكونوس» الصناعي بتصوير الجسم ولكن هذه الصور لم تحل اللغز بشكل أو آخر.
والآن تم توجيه عدسات قمر صناعي آخر وهو قمر «كويك بيرد». وتم إطلاق هذا القمر في أكتوبر(تشرين الاول) 2001 وتملكه شركة «ديجيتالجلوب» ويعتبر هذا القمر الصناعي التجاري دقيقا، إذ يمكنه تصوير جسم عرضه قدمان (61 سنتمترا). ونقل موقع «سبيس كوم» عن تشك هيرنغ مدير تسويق الاتصالات لشركة «ديجيتالجلوب»، ان الشركة حصلت على أربع صور لجبل ارارات، ولكن تكاثر السحاب فوق الجبل عكر نقاوة الصور.
وينتظر تايلور بصبر فارغ اليوم الذي يصفى فيه الجو فوق الجبل. وموقع الفلك المحتمل مكون من منطقة جليدية لم تستكشف حتى الآن، ويتطلب استكشافه توفر ظروف جوية جيدة.
ولحين ذلك الوقت يتوقع تايلور أن توفر صور «كويك بيرد» الحل، إذ سيكون لديه حجة أقوى لإقناع الحكومة الأميركية لازالة السرية عن صور قمر «كيهول».
وقد لا يضطر تايلور أن ينتظر طويلا، إذ ستفرج دائرة التصوير ورسم الخرائط القومية في الشهر المقبل عن صور قديمة لقمري «كيهول ـ 7 و9» وستزيل ختم السرية عنها وتوفرها للجمهور. ويأمل تايلور أن تكون صور جبل ارارات ضمن هذه الصور.
* دراسة فضائية
* ويقدم الباز الرائد في تطوير مجال الاستشعار عن بعد، رأيه حول ما يوجد على جبل ارارات. ويقول أن هناك ما يكفي من الأقوال والنقاش حول الموضوع ليبرر دراسة الموضوع. ويتذكر الباز محادثاته مع رائد الفضاء السابق جيمس إيروين الذي قام بست بعثات استكشافية لجبل ارارات باحثا عن الفلك. ويقول الباز إن إيروين قال له انه رأى شيئا ما وشعر ان الأثر على الأرض يشبه شكل قارب مقلوب. ولكن الباز ينتظر توفر الأدلة العلمية للمساعدة في كشف النقاب عن حقيقة الجسم على جبل ارارات. ويضيف انه لا يوجد أي شيء في الصور لا يمكن تفسيره علميا، ولكن نظرا للقيمة التاريخية ودرجة الاهتمام بالجسم، فانه يستحق البحث فيه. ووفقا لكل الآراء هناك ما يكفي لتبرير قضاء الوقت لحل المسألة بشكل أو آخر ولذلك فلا اعتبرها مضيعة للوقت.