|
تمكنت مؤسسة جزائرية مهتمة بتراث وتاريخ عاصمة البلاد، من الحصول على موافقة السلطات الفرنسية على استرداد معلم تاريخي ذي قيمة معنوية وتاريخية كبيرة بالنسبة للجزائريين. يتعلق الأمر بـ«مدفع بابا مرزوق»، الذي صنعه الجزائريون في عهد العثمانيين، وتحديدا في القرن الـ16 لحماية العاصمة من حملات الغزاة في البحر. واستولى المستعمر الفرنسي على المدفع العملاق، ونقله إلى فرنسا بعد احتلال الجزائر عام 1830.
وأعلن بلقاسم باباسي رئيس «مؤسسة القصبة» (نسبة إلى حي عتيق يدعى القصبة مصنف تراثا إنسانيا عالميا)، عن موافقة السلطات الفرنسية على تسليم «مدفع بابا مرزوق». وسيتم ذلك، حسبه، عام 2012 بمناسبة احتفالات مرور 50 سنة على استقلال الجزائر. ويعتبر ذلك باكورة نضال طويل خاضته «مؤسسة القصبة» بدعم سياسي قدمته الحكومة، بواسطة وزارة الثقافة.
وذكر باباسي لوكالة الأنباء الجزائرية أول من أمس، أن استرداد المدفع «تم بفضل مفاوضات طويلة بين الحكومتين الجزائرية والفرنسية، وبدءا من العام المقبل سيكون المدفع ملكا للبحرية الجزائرية». مشيرا إلى أن موافقة فرنسا على تسليم المدفع لأهله الحقيقيين «ستساهم في تعزيز علاقة الصداقة بين الجزائر وفرنسا». ومعروف بالبلدين أن قضايا التاريخ والذاكرة، المرتبطين بالاستعمار، تقف حجر عثرة أمام تطبيع كامل للعلاقات الجزائرية والفرنسية، المتأثرة منذ عشرات السنين بثقل الماضي المشترك.
وقال باباسي إن «مدفع بابا مرزوق» كان حارس العاصمة أيام الوجود العثماني، يعود له الفضل في تحصينها ضد حملات القراصنة والغزاة بالبحر الأبيض المتوسط. ومن أشهر الحروب التي شارك فيها، وقوفه في وجه حملة الأميرال الفرنسي أبراهام دوكيسن في 1671، وكلف ذلك «بابا مرزوق» عداء فرنسيا دام مائتي سنة انتهى بمصادرته.
ويقول المهتمون بتاريخ المدفع، إن أحداثا مشهودة جمعته بأشهر الضباط العساكر الفرنسيين. ففي الربع الأخير من القرن السابع عشر، هاجم الأميرال فرانسوا دوكان مدينة الجزائر دون أن يتمكن من اقتحامها. وعاود الكرة خلال سنوات متتالية فنجح في تدمير جزء من المدينة بواسطة أسطول ضخم، وعندما فشل حاكم الجزائر العثماني في إقناع الأميرال بوقف العدوان، أحضر أعضاء السلك الدبلوماسي الفرنسي في الجزائر وكان عددهم 13، وقذفهم من فوهة المدفع «بابا مرزوق» الواحد تلو الآخر، وتكرر ضربهم به عدة مرات على سبيل التخويف. وفي عام 1688 ذهب الماريشال الفرنسي «ديستري» إلى الجزائر انتقاما لحادثة قذف الدبلوماسيين، وقيل بأنه تمكن من تدمير جزء معتبر من المدينة بمدافعه، ولما عجز حاكم الجزائر مرة أخرى عن وقف العدوان أعاد قصة قذف الدبلوماسيين فوضع 40 فرنسيا أمام فوهة المدفع ولكن لم يضربهم. ومنذ تلك الحادثة أصرت فرنسا على «تمريغ أنف بابا مرزوق»، إلى أن استولت عليه ويوجد حاليا بمدينة بريست بشمال فرنسا.
وارتبط اسمه بأيام مجد الأسطول البحري الجزائري. وحافظ المدفع، حسب باباسي، على صمود العاصمة مدة ثلاثة قرون. وقد تم صناعته بورشات حربية عام 1542.
وتعود تسمية المدفع حسب رئيس «مؤسسة القصبة» إلى «كون القوة التي كان يتمتع بها وطول مدى قذائفه، أذهلت سكان مدينة الجزائر الذين اعتبروه هبة ورزقا من الله فسموه (بابا مرزوق)».
وأسس باباسي عام 1992 «لجنة» حملت اسم المدفع. وجمع أكثر من 8 آلاف توقيع من سكان العاصمة والمهتمين بتراثها، من بينهم فرنسيون. وخاض حملة في باريس لاسترداد المعلم الأثري. وقال بأن بحثه حول المدفع دام أكثر من 20 سنة، مشيرا إلى أنه كان جوهرة الصناعة العسكرية و«رائد» المدافع التي صنعتها «دار النحاس» بالجزائر، التي تخصصت في إنتاج الأسلحة في القرنين الـ15 والـ16.
الإثنين سبتمبر 02, 2024 11:15 pm من طرف yahiaz_01
» جميع مذكرات السنة الاولى 1 ابتدائي في التربية العلمية 2022 / 2023
السبت نوفمبر 05, 2022 4:12 pm من طرف yahia_01
» مذكرات السنة الاولى ابتدائي مادة التربية الاسلامية 2022 / 2023
الجمعة نوفمبر 04, 2022 11:18 pm من طرف yahia_01
» جميع مذكرات السن ة الاولى ابتدائي في التربية المدنية الجيل الثاني 2022 / 2023
الجمعة نوفمبر 04, 2022 11:16 pm من طرف yahia_01
» جميع مذكرات السنة الاولى ابتدائي مادة الرياضيات الجيل الثاني 2022 / 2023
الجمعة نوفمبر 04, 2022 11:15 pm من طرف yahia_01
» مذكرات السنة الاولى ابتدائي مادة اللغة العربية الجيل الثاني 2022 / 2023 الجزء الثاني
الجمعة نوفمبر 04, 2022 11:13 pm من طرف yahia_01
» مذكرات السنة الاولى ابتدائي مادة اللغة العربية الجيل الثاني 2022 / 2023
الجمعة نوفمبر 04, 2022 11:08 pm من طرف yahia_01
» مذكرات الاجتماعيات للسنة الخامسة ابتدائي كاملة
الخميس سبتمبر 08, 2022 12:42 pm من طرف yahia_01
» مذكرات اللغة العربية للسنة الخامسةو ابتدائي كاملة لكل مقطع
الخميس سبتمبر 08, 2022 12:40 pm من طرف yahia_01